مقارنة بين معالج Apple A17 Pro ومعالج Snapdragon 8 Gen 2 الأبرز في عالم الهواتف الرائدة


مع إصدار iPhone 15 الجديد من أبل، نجد أنفسنا مع مقارنات ومناقشات عديدة في عالم الهواتف الذكية، ولكن أحد أبرز هذه المقارنات هو في قسم المعالجات، مع وجود المعالج الجديد A17 Pro حيث قامت أبل بالتخلي عن اسم Bionic  لا يمكننا القول أننا ننتظر بشغف رؤية كيف يتم مقارنة المعالج A17 Pro بالمعالج Snapdragon 8 Gen 2 الذي يشغل هواتف Android الرائدة حالياً.

قبل أن نتعمق في المواصفات، يجدر بنا أن نلاحظ أن أبل لم تعد تقدم معالجاتها الأكثر قوة في كل هاتف iPhone جديد، المعالج A17 Pro مخصص لهواتف iPhone 15 Pro وماكس فقط، أما الإصدارات العادية والإصدارات Plus فتستخدم المعالج A16 Bionic الذي تم استخدامه في هواتف iPhone 14 Pro وPro Max في عام 2022.

 هذا المعالج لا يزال قويًا بلا شك، ولكنه ليس الأحدث تقنيًا، لنلقي نظرة على مقارنة بين المعالجين A17 Pro وSnapdragon 8 Gen 2.

مواصفات معالج Apple A17 Pro مقابل معالج Snapdragon 8 Gen 2


- المعالجات الجديدة من أبل عادةً ما تعتمد على تقنية Arm المخصصة لها، مما يعني وجود أنوية معالجة لن تجدها في مجال Android أو في أي مكان آخر، المعالج A17 Pro من أبل يأتي بعدد من أنوية قوية تبلغ ترددها 3.78 جيجاهرتز وأربعة أنوية اقتصادية تعمل بتردد أقل وهو 2.11 جيجاهرتز، لا تحمل هذه الأنوية أسماءً هذا العام.

- المعالج Snapdragon 8 Gen 2 من Qualcomm يستخدم مكونات معالجة مُرخصة من Arm: نواة Cortex-X3 وأربع نوى Cortex-A715 وأربع نوى Cortex-A510. هذا التكوين يبدو أكثر دينامية في قسم الطاقة ويحتوي على عدد أكبر من الأنوية، ولكن الأنوية الأكبر حجماً والتي تعمل بترددات أعلى في معالج A17 Pro من أبل تسمح له بالأداء المتميز في مهام المعالجة المتعددة كما سنرى في قسم الاختبارات.

- لم تكشف أبل عن التفاصيل الكاملة لأنوية المعالج A17 Pro ولكنها تدعي زيادة أداء تصل إلى 10% عن الجيل السابق A16 Bionic وزيادة تصل إلى 3 مرات في كفاءة استهلاك الطاقة للأنوية الأصغر حجماً، هذا يجعل المعالج A17 Pro أكثر قوة مقارنةً بمعالج Snapdragon 8 Gen 2، كما سنرى في قسم الاختبارات، وهذا سيجعله منافساً قوياً لمعالج Snapdragon 8 Gen 3 المنتظر بشدة.

- بالنسبة للوحدة المعالجة الرسومية (GPU)، قامت أبل بإجراء تغييرات كبيرة هنا، تم زيادة عدد أنوية GPU من خمسة إلى ستة، مما دفع أبل للترويج لزيادة قدرها 20% في أداء الرسومات ومع ذلك، فإن معالج Snapdragon 8 Gen 2 لديه أداء أفضل في هذا الجانب بالفعل، وسيحتاج أبل إلى المزيد من الأداء المستدام لتتفوق على Snapdragon، وليس مجرد زيادة أداء بنسبة 20%، ولكن الأيفون الجديد لديه خاصية أخرى تميزه.

يأتي المعالج A17 Pro الآن مزودًا بقدرات تتبع الأشعة السلكية (Ray Tracing) للمرة الأولى


 يدعم معالج Snapdragon 8 Gen 2 من Qualcomm، بالإضافة إلى معالجات Exynos 2200 من Samsung وDimensity 9200 من MediaTek، أيضًا الرسوميات التي تدعم تتبع الأشعة السلكية، لذا يمكن اعتبار هذا محاولة من أبل لإضافة ميزة موجودة من قبل مع المنافسين، ووفقًا لأبل يوفر الانتقال إلى تتبع الأشعة السلكية الأجهزة المخصصة لهذه التقنية أداءً يصل إلى 4 مرات أفضل من النهج البرمجي الذي كان يتبعه معالج A16 Bionic السابق، ولكن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن المعالج الجديد يمكنه تشغيل مجموعة صغيرة من ألعاب الألعاب الحديثة أيضًا.

- إلى جانب تقنية تتبع الأشعة السلكية وألعاب الألعاب، يعد استخدام أبل لعملية التصنيع بتقنية 3 نانومتر (3nm) من TSMC أحد أبرز نقاط القوة هذا العام والعام القادم، في الواقع يشاع أن أبل هي المصنع الوحيد الذي يستخدم تقنية 3 نانومتر من TSMC هذا العام.

- وفقًا لما ذكرته TSMC، ينتج الانتقال من تقنية التصنيع 5 نانومتر إلى 3 نانومتر زيادة تقدر بحوالي 35% في كفاءة استهلاك الطاقة، مما يعزز عمر البطارية، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكثافة المنطقية بنسبة 60% مقارنة بالتقنية السابقة 5 نانومتر، وأشارت MediaTek أيضًا إلى أنها يمكنها زيادة الأداء بنسبة 18% لنفس مستوى الطاقة على هذه التقنية، على الرغم من ذلك يمكن أن تكون الفارق في الكفاءة بين التقنيتين من 5 نانومتر و3 نانومتر محدودًا إلى حد بعيد، ومن الممكن أن لا يكون معالج Snapdragon 8 Gen 2 بعيدًا كثيرًا في هذا الصدد، ومع ذلك نظرًا لأن أبل تشاع أنها الوحيدة التي تدفع تكاليف التصنيع، من المتوقع أن يتم بناء حتى معالج Snapdragon 8 Gen 3 الجديد على تقنية 4 نانومتر في المستقبل بدلاً من تقنية 3 نانومتر، مما يمنح أبل ميزة في الكثافة والكفاءة حتى عام 2024.

- قامت أبل بتعويض بعض الفجوات الأخرى أيضًا، مع دعم اتصال Bluetooth 5.3 ونفس مودم 5G Snapdragon X70 ودعم فك الترميز AV1 كهواتف Android الرائدة لهذا العام، ولكن معالج Snapdragon 8 Gen 2 يظل في المقدمة بدعم Wi-Fi 7 وقدرة تسجيل الفيديو بجودة 8K وخيارات للصوت بجودة عالية دون فقدان الجودة عبر تقنية aptX.

اختبارات الأداء لمعالج Apple A17 Pro مقابل Snapdragon 8 Gen 2:


- نتائج وحدة المعالجة المركزية (CPU) أفضل من التقدير المتواضع الذي قدمته أبل بزيادة أداء تصل إلى 10%، فقد ارتفعت نتيجة اختبار GeekBench 6 للأداء الفردي بنسبة 17%، بينما ارتفعت نتيجتنا للأداء متعدد النوى بنسبة تقريباً 12% مقارنة بالعام الماضي، وأنوية الأداء المزدوج في معالج A17 Pro قد شهدت الزيادة الأكبر، لذا نفترض أن الرقم المتواضع الذي ذكرته أبل كان يتعلق بإمكانية أداء متعدد النوى، وهو الأمر الأكثر أهمية لمعظم الأعباء.

- نتائج وحدة معالجة الرسومات (GPU) أقل إثباتًا. فإن النواة الإضافية للرسومات لا توفر سوى زيادة بنسبة 1% في اختبار 3DMark Wild Life، وذلك لأن نظام iOS يواصل تقديم الاختبار عند 60 إطارًا في الثانية فقط على عكس هواتف Android، ومع ذلك هذا مفيد للملاحظة لأن معالج A17 Pro لن يرى أي زيادة في الأداء للألعاب غير المتطلبة كثيراً، على الرغم من أنها قد تكون أكثر استقراراً، وعندما نرفع جودة الرسومات ونقوم بتشغيل اختبار Wild Life Extreme، نرى أن الزيادة المزعومة من أبل بنسبة 20.7% تحسين في النتيجة، مما يدفع الهاتف إلى الأمام مقارنة بمعالج Snapdragon 8 Gen 2 في هذا الاختبار.

- ومع ذلك الأداء المستدام هو النصف الأهم من المعادلة، وتأتي مكاسب أبل على حساب الحرارة والتقليل من الأداء بشكل مستدام، يمكن لمعالج A17 Pro الاحتفاظ بسرعة الإطارات عند 60 إطارًا في الثانية فقط لاختبار واحد أو اثنين من هذا الاختبار قبل أن تنخفض النتائج بنسبة 9%، ولكن من الجيد أن تكون النتائج ثابتة بعد الانخفاض الأول، وفيما يتعلق بهاتف Galaxy S23 Ultra الذي يأتي مزودًا بمعالج Snapdragon 8 Gen 2، فإنه يتخلى عن الأداء بسرعة أيضًا، لكنه لا يزال قادرًا على تحقيق أداء يزيد عن 60 إطارًا في الثانية لثمانية اختبارات قبل الانخفاض تدريجيًا إلى نفس مستوى الأداء الذي يتواجد عليه iPhone 15 Pro في النهاية، ومع ذلك قد شهدنا هواتف Snapdragon Gaming مثل ASUS ROG Phone 7 القدرة على الاحتفاظ بالأداء بشكل أفضل بكثير، متقدمة بشكل كبير على أحدث هواتف iPhone في جلسات الألعاب الطويلة.

- يكون الأداء المستدام لمعالج A17 Pro أسوأ عندما نلقي نظرة على اختبار 3DMark Solar Bay ray tracing، على الرغم من أن الوحدة الجديدة لمعالج الرسومات المزودة بستة أنوية ومجهزة بقدرات تتبع الأشعة السلكية تفوق معالج Snapdragon 8 Gen 2 وDimensity 9200 من MediaTek، إلا أن الأداء القصوى يستمر لمدة دقيقة واحدة فقط (اختبار واحد) قبل أن ينخفض بنسبة 27%، كلما زادت الضغوط على وحدة معالجة الرسومات في هاتف أبل، كلما تقلص الأداء بسرعة أكبر، منافسيها على نظام Android يمكن أن يحتفظوا بأعباء تتبع الأشعة السلكية لفترات أطول بكثير، على الرغم من أنهم في النهاية سيقلصون الأداء أيضًا.

- فيما يتعلق بتقنية تتبع الأشعة السلكية (Ray Tracing)، تزعم أبل أن أجهزتها الجديدة تعمل على هذه التقنية بمعدل 4 مرات أسرع من النهج البرمجي الذي كانت تتبعه العام الماضي، ومع ذلك تتضمن تقنية تتبع الأشعة السلكية مكونات أخرى في عملية تقديم الصورة (مثل النماذج وتعيين النصوص، إلخ)، لذا اختبار Solar Bay يظهر زيادة في النتيجة تقدر بحوالي 50%، هذا بالطبع تحسن كبير يتجاوز النتائج التي رأيناها من معالج Snapdragon 8 Gen 2، ولكن لاحظ أن أبل قامت بإضافة نواة رسومية إضافية لمعالجها بالإضافة إلى وحدة تتبع الأشعة السلكية، لذا تجدر الإشارة إلى أن المنافسة هنا تتعلق بأداء الأجهزة أيضًا.

- من الجيد معرفة أن هذا الاختبار يظهر أن هناك فجوة صغيرة جداً في الأداء بين معالج A17 Pro وSnapdragon 8 Gen 2 عند تضاعف وتثليث عبء تتبع الأشعة السلكية، ولكن وحدة المعالجة المركزية المدمجة مع معالج Dimensity 9200 من MediaTek تقدم أداءً أفضل بكثير في هذا الاختبار، والجيد أن لديهم جميعًا قدرة بسيطة للغاية على التحسين في هذا الاختبار قبل أن يصبح عدد الأشعة السلكية هو المصدر الرئيسي لتقليل الأداء، وهذا أمر جيد لمستقبل ألعاب الهواتف المحمولة التي تستخدم تقنية تتبع الأشعة السلكية.


- المعالج A17 Pro يظل إصدارًا جديدًا ومثيرًا للاهتمام مع استخدام أبل لعملية تصنيع تقنية 3 نانومتر الجديدة وعدد من الميزات الجديدة مثل دعم فك ترميز AV1 وتتبع الأشعة السلكية، إنه أحد أبرز الترقيات في شرائح أيفون في السنوات الأخيرة.

- ومع ذلك، هناك مشكلات فيما يتعلق بأداء المعالج المستدام تأخذ بريقًا من هذه الترقية، وبما أن أبل تتقدم بجيل من المعالجين على أجهزتها، فإن هناك مجالاً للمنافسين للحاق بها في المستقبل القريب، علينا أيضًا عدم نسيان أن أبل تملأ بعض الفجوات الأخرى بميزات وانتصارات أداء تساعدها في تعويض التأخر الذي كانت تعاني منه في بعض المجالات مقارنة بمعالج Snapdragon (ومعالجات الهواتف المحمولة الأخرى) في السنوات الأخيرة، وسيشهد هواتف Android زيادة في الأداء مع وصول معالج Snapdragon 8 Gen 3 من Qualcomm ومعالج Tensor G3 من Google، والذي قد يدفع بهما للامتياز مرة أخرى، وبغض النظر عن ذلك لن يشعر العملاء بخيبة أمل بأداء المعالجات الرائدة، بغض النظر عن جانب الانقسام بين Android وiOS الذي يتبعونه.




التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.